السني في سطور
الاعراض عن الحق
العلم قال الله قال
رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدهُ
ورسوله،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[102:آل عمران] ،
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [1:النساء] ،
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [70-71:الأحزاب]
أما
بعد .
{
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا
إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ
هُمُ المُفْلِحُونَ .
وَمَن يُطَعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ
وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ } (النور : 51 - 52)
قال
قتادة في هذه الآية : { أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } ذُكر لنا أن عُبَادة
بن الصامت - وكان عَقَبيَّا بدريا ، أحد نقباء الأنصار - أنه لما حضره الموت قال لابن
أخيه جنادة بن أبي أمية : ألا أنبئك بماذا عليك وَمَاذا لك ؟ قال : بلى. قال : فإن
عليك السمع والطاعة ، في عسرك ويسرك ، ومَنْشَطك ومكرهك ، وأثرةً عليك. وعليك أن تقيم
لسانك بالعدل ، وألا تنازع الأمرَ أهله ، إلا أن يأمروك بمعصية الله بَوَاحا ، فما
أمرت به من شيء يخالف كتاب الله ، فاتبع كتاب الله.
وقال
قتادة : وَذُكر لنا أن أبا الدرداء قال : لا
إسلام إلا بطاعة الله ، ولا خير إلا في جماعة ، والنصيحة لله ولرسوله ، وللخليفة وللمؤمنين
عامة.
قال
: وقد ذُكر لنا أن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، كان يقول : عُروة الإسلام شهادةُ
أن لا إله إلا الله ، وإقامُ الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين.
رواه
ابن أبي حاتم ، والأحاديث والآثار في وجوب الطاعة لكتاب الله [وسنة رسوله ، وللخلفاء
الراشدين ، والأئمة إذا أمروا بطاعة الله] كثيرة جدًا ، أكثر من أن تحصر في هذا المكان.
وقوله
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي : فيما أمراه به وترك ما نهياه
عنه ، { وَيَخْشَ اللَّهَ } فيما مضى من ذنوبه ، { وَيَتَقِهِ } فيما يستقبل.
فإن الاعراض عن الحق من
أسوأ ما يكون اثرا والاعراض عن الحق هو التولي عنه وعدم قبوله
وهو على قسمين :
الاول بمعنى الجحود والانكار
الثاني بمعنى ترك العمل بالحق
وقد بين الله تبارك وتعالى في كثير
من الايات في القرآن المجيد خطورة الاعراض عن الحق كم قال الله تعالى
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا
بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا
سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)
فأخبر
سبحانه وتعالى أنه يمنع الذي لايقبل الحق فهم القرآن الكريم ويصرف هؤلاء الذين يمتنعون عن قبوله الحق عن
آياته البينات
وقال بعض السلف : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر.
وقال
آخر : من لم يصبر على ذل التعلم ساعة ، بقي في ذل الجهل أبدا.
وقال
سفيان بن عُيَينة في قوله : { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي
الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } قال : أنزع عنهم فهم القرآن ، وأصرفهم عن آياتي.
قال
ابن جرير : وهذا يدل على أن هذا خطاب لهذه الأمة
وقوله
: { وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا } كما قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ
حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ
حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ } [يونس : 96 ، 97].
وقوله
: { وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا } أي : وإن ظهر لهم
سبيل الرشد ، أي : طريق النجاة لا يسلكوها ، وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضلال يتخذوه
سبيلا.
نسأل
الله السلامة
الاعراض
عن الحق مصيبة عظيمة وكربة جثيمة وما أعرض أحد عن ذكرالله الا وأظلم
عليه وقته وتشوش عليه رزقه وكان في عيشة هي
الضنك نسأل الله السلامة والعافية
ومن
عوافب الاعراض الحق/
اظلم
الناس
تكون
على قلوبهم أكنة بحيث لاتفقه الحق
ادمان
المعصية والبعد عن الطاعة
ان
يجعل الله في آذان المعرضين عن الحق
وقرا(الصمم) بحيث لاتسمع الحق
عدم
الهداية { وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا }
فال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
(
ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟ )
[
قالوا : بلى يا رسول الله قال : ]
( أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله
وأما
الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه
وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )
فكن أخي
الحبيب من الصنف الاول وهو من أوى الى الله فآواه الله اليه
عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال:
سألت
عائشة: بأي شيء كان نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتتح صلاته إذا قام
من
الليل؟
قالت:
كان
إذا قام من الليل يفتتح صلاته:
"
اللهم! ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل! فاطرَ السماوات والأ رض!
عالمَ
الغيب والشهادة! أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون:
اهدني
لما
اختُلِفَ
فيه من الحق بإذنك؛ إنك أنت تهدي من تشاء إلى
صراط
مستقيم ".
اللهم أرنا
الخق حقا وارزقنا اتباعه
وارنا
الباطل باطلا وارزقتا احتنابه