ابوعبدالله الاثري عضو جديد
عدد المساهمات : 46 الجنس :
| موضوع: تكملة الحياء فالحذر الحذر الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 4:38 pm | |
| والحياء منه ما يكون بين العبد وربه ، فيترك القبيح حياءً من الله ، ويفعل ما أُمر به حياء من الله.ومنهما يكون بين المخلوقين فيترك المعصية حياء من الناس ، وبعض الناس لا هذاولا ذاك ، وربما يتبجح بالمعصية ، فيُظهرها ، وقد ستره الله ، وهذا الصنفليس من أهل العافية ، وروى البخاري ومسلم في" صحيحيهما " من حديث أبيهريرة رضي الله عنه : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " كــــل أمتي معافىً إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه ، فيقول : يا فلان ؟ عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه "ولنذكر أمثلة تعد من قلة الحياء لتُجتنب :أولا : شغل النفس بعيوب الغير ، ومساويهم ، ولقد أحسن من قال:لعمرك إن في ذنبي لشغلاً """ بنفسي عن ذنوب بني أمية على ربي حسابهم جميعاً """ إليه علمُ ذلك لا إلَيَّهوليس بِضَائِرِي ما قد أتَوهُ """ إذا ما الله يغفرُ ما لديهِ .ثانيا : الإساءة إلى الجيران ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا.)[النساء:36] وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم -: " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذ جاره " ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "خير الجيرانعند الله خيرهم لجاره "- أخرجه الترميذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه برقم (1944)ثالثا: أن تكون القلوب مكدّرة بالضغائن والشحناء والعداوة والغل والحقد ، لمن لا يستحق ذلك من المسلمين ، ومن دعاء عباد الله الصالحين : " وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "بل من دعاء أفضل خلق الله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -: " (( رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ، لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ، لَكَ مِطْوَاعًا ، لَكَ مُخْبِتًا ، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ، وَاهْدِ قَلْبِي ، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي )) " أخرجه أبو داوود برقم (1510) بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه.والسخيمة : الحقد في النفس كما في" النهاية "وسبب عدم صفاء القلوب هي المعاصي التي وقع فيها المسلمون ، يقول الله تعالى : " وَمِنْالَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"رابعا : أن تخرج المرأة متبرجة.خامسا : أن يصرف الفراغ فيما لا يجدي .سادسا : أن يصرف السمع والبصر واللسان فيما لايحمد عقباه ، من سماع المنكرات كالغيبة والأغاني والنظر إلى التلفاز والدشوش ونحوها ، والكلام السيء البذيء .هذا وقد انتكست فطر بعض الناس ، فصار يستحي من تلقي العلم الشرعي ، وسؤال أهل الذكر الذين قال الله فيهم : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [ النحل : 43] ولا يستحي من اقتراف المنكرات ، وليس هذا من منهاج سلفنا الصالح ، قال الإمام البخاري -رحمه الله - (1/22[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رقم (130) : حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة ، عن أم سلمة قالت جاءت أم سليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت يارسول الله ، إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأةمن غسل إذا احتلمت ؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: (( إذا رأت الماء )) فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت : يارسول الله ؟ أو تحتلم المرأة ؟؟ قال : (( نعم ، تربت يمينك ،فبم يُشبِهُها ولدها ؟؟ )) وقالت عائشة -رضي الله عنها -، كما في صحيح مسلم : نِعمَ النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين . وقال مجاهد رحمه الله : ( لاينال العلم مستحٍ ولا متكبر ) أخرجه البخاري معلقا في كتاب العلم من صحيحه . وإنه يجب علينا أن نتعلم أسباب وجود الحياء ، كي نكون من المتحليات به في أقوالنا وأفعالنا وسلوكنا وحركاتنا وسكناتنا . وكي نكون بعيدات عما هو من قلة الحياء ، لاسيما وأن دعاة الشر والضلال يدعون المرأة إلى نزع حيائها ، وحشمتها ، في وسائل الإعلام وغيرها ، قاتلهم الله أنى يؤفكون . فالحياء يستعمل في موضعه فيستحي من الله فتمتثل أوامره وتجتنب نواهيه . وأختم هذا الموضوع بقول الشاعر :إذا قل ماء الوجه قل حياؤه """ ولا خير في وجه إذا قل ماؤه حياءك فاحفظه عليك وإنما """ يدل على فعل الكريم حياؤهوقال آخر :إذا لم تخـشى عاقبـة الليالي """ ولم تستحي فاصنع ما تشـاء فلا والله ما في العيش خيـر """ ولا الدنيا إذا ذهـب الحيـاء يعيش المرء ما استحيا بخير """ ويبقى العود ما بقي اللحـاءانتهى بفضل الله تعالى.أسأل الله العظيم أن يتقبل عملي هذا كما أسأله الإخلاص.وكتبته أختكم في الله أم العبدين السلفية . | |
|