وليد شاب عمره 18سنة وحيد أمه وأبوه .....
ودّعا الحياة في حادث شنيع
أصبحت حياة وليد أظلم من الظلام ....
وكان في غرفته(وهو كل ما تبقى له بعد والديه)
يقضي يومه ما بين هم وغم وفراغ قاتل ...
في يوم من الايام فكر وليد أن هذا الحال يضر نفسيته
وقال في نفسه "خلني أشم هوا"......
ففتح ستار النافذة
ووقعت عينه بالمصادفه على من يقف في النافذة المقابلة من بيت الجيران ...
حن قلبه لمن يشاركه همومه .... ويشكو إليه من دنياه التعيسه ...
فكروفكر وشاركته النافدة تفكيره مثل ما تشاركه وحدته كل يوم
ففكر قليلا وقال : سأختبر إحساسها وتسائل هل يوجد من يشعر بي وبمشاعري!!!
وفي لحظات طار مع خياله محلقاً في سماء الحب الذي صنعه في لحظات
وجاءته الفكرة....
فقام بغيير النافذة بالنافذة الثانيه للغرفة
قبل أن يفتح النافذة توقف لثوانٍ أمامها ...
وبدا في العد وقلبه يسابقه
1.....2......3.... وفتح بسرعة وتفاجأ بانها واقفه في نافذة في الغرفة المطلة على نافذة وليد الاخرى
فرح وليد فرحة تصغر أمامها الدنيا ....
وقد أحس أخيراً بأنه وجد من يبعده عنه همومه
....
أما في قرارة نفسه يتمنى بأن يراها عن قرب بكل تفاصيل وجهها وشعرها ..........
آآآآآه كم عذب نفسه بهذي الخيالات ....
قفزت على باله فكرة
قال أشتري "دربيل" -ناظور يقرب الشيء البعيد-
لكن كيف يشتريه وهو باهظ الثمن في نظره مع أنه لا يساوي شيئا رخيص جدا في نظر سوى وليد
ومن هنا ابتدأ
مشوار المعاناه والتضحية فكما يقال "الحب عذاب" .......طبعا ترك كثير من الأكل وخفف حتى وجباته
"رجيم إجباري "
من أجل توفير المبلغ ليشتري حلم حياته ! كما يخيل إليه "الدربيل" ............
وأخير ا جمع المبلغ الكافي لقيمة الدربيل ............ قضى ليله بالسهر يجول بين النوافذ
وكانه لا يصدق عينيه إلى أن أيقضه ضوء الشمس ...
.........واتجه مسابق لخطاه الى السوق ليشتريه
وكان محل وحيد يبيعة فقط
ووجده مقفل لأن ذلك اليوم هو الجمعة .........
جلس يندب حضه وأدرك لا محاله أنه لابد من الانتظار للغد .........
صبر فعلا وأتى إلى المحل مبسوط ورمى همومه كلها عند باب المحل ........... دخل فقال
لصاحب المحل أعطني أكبر دربيل عندك قال آسف والله الدرابيل الكمية منتهيه
وطمأنه بأنه سيأتي كميه جديدة بعد اسبوعين فقط!!!
رجع للهموم أللتي رماها عند الباب وحملها على ظهره ورجع الى غرفته
وهو يبكي من القهرررررررررررر ...........
مرت أسبوعين كأنها سنتين ووهو لم يتخلى السؤال في أثنائها و
آآآآآآآه ماأطولها من أيام توجه الى المحل وقد استيئس من حصوله علي ما يريد
ولكن الحمدلله أخيرا وجد ما يسميه في خيالاته بـ(الحلم )
وأشترى هذا الدربيل واتجه إلى غرفته ينتظر الليل وكأنه سجين ينتظرالفرج
كيف لا وهو مسجون في داخل روحه!
ينتظر إطلالته عليه وليطل على محبوبته أللي عذبته أيام وليالي
بدأ في العد وقلبه يكاد يقف
1.....2.....3
وفتح النافذه فوجدها
تنتظره ......
رقص وهو يحس بأنه لن يتحمل إذا رآها وسيبكي من الفرح وأخيرا رآها وبكى
.........فعلا بكى عندما راها
لانه تفاجئ بأن محبوبته
كانت مجرد "مزهرية" تزين بها نافذة الجيران