خربشات وقمر3 /ليلٌ وأميرة..~

سمعتني تللك الغيمة التي التقطتني وانا اتنهنه من فرط البكاء..واحرقتها زفراتي تخترقها بلهيبها...
واذا بها تنطق وتقول لي : لا تحزني ايتها الجميلة..فان هذه الرياح لن تدوم طويلا..

دعيني اخذك بنزهة تخفف عنك ..وتريح اعصابك..وانظري وتأملي بملكوتك وخذي نفسا عميقا من عطر الليل ,انظري انظري اميرتي هناك..
التفت
واذا
بنهر ماء عذب تتسابق مياههُ مع ضوء القمر و كلما اصطدم شعاع من القمر
بقطرة من النهر..خرجت منهم حبات لؤلؤ مضيئه تتطاير حتى لامست خدي وتناثرت
عليه فزادته بهاءً..
- اووه اني اعرف هذه البيت !
انتظري انتظري يا غيمة ..ذلك البيت بيت حبيبي ارجوك خذيني اليه!
- الغيمة : حبيبك؟!..بيته؟!...اين؟!
- هناك هناك ..انظري..
وطارت بي الى حدود بيته واستقرّت عند شرفته وبدأت اختلس النظر اليه من بعيد..وأتامله

- يالك من جميلٍ حبيبي حتى وانت نائم..كم تبدو ضعيفا رغم عضلاتك المفتولة..
اهٍ كم اشتقت اليك ..ولبسني معطف الحنين طيلة غيابك..
لماذا نسيتني ايها الغالي وانا لم انساك ولم ولن ارضى بغيرك!..

وبدات اتسلل عبر النافذة

الغيمة: الى اين تذهبين؟!
- هشش انتظريني هنا ..سأعود..

على اطراف اصابعي صرت ادنو منه شيئا فشيئا..وهو يتقلب في سريره يمينا وشمالا,,, يبدو انه غيرُ مستريح..
ولكنه يبتسم في نومه..رغم تعرّق وجهه..ايكون كابوسا وهو لا يشعر بذالك؟!
وضعت يدي ماسحةً جبهته ممررةً اصابعي بين شعر رأسه الليلي..
ويشق ثغري بياضٌ حين اتتبع تقاسيم وجهه الاسمر وذاك الجفن الحاد ذي الحاجب الجارح..يالك من وسيم!
نظرت الى صدره..اتراني لا زلت فيه؟!..الا زال اسمي في عظامه منقوشا؟!
هممت بالولوج الى داخله وبدات افتش فيما هو مكدسٌ داخل قلبه..
يالهي...المكان مليئٌ بالغبار والاتربة
والكثيرٌ من صناديق الهموم...
واوراق من الاحساس محرّقة ومهملة في ركن بعيد من القلب..
اين انا ..اين صورتي؟! اين اسمي...؟!
ومن هذه؟!
ومن تللك؟!...انهن كثيرات ..ذوات صورٍ خليعة واخرى مريعة..
خرجت منه ..والصدمة تشقق جمال وجهي..وذهول يقطر الما بدأ يسيل من ثوبي
.
.
وانا اتراجع خطوة خطوة الى الخلف مبتعدة عنه وجيشٌ من الدموع يجتاح وجنتيّ

وما تمالكت نفسي وصرت اضرب بيدي على قدميه

- ليس لي مكانٌ داخلك..ولا حتى اثر؟!..ايها الخائن؟!..ايها الخائن ؟! لن اسامحك؟!
تفاجأت بانه لم يستفق على الضربات..ولم يحرّك ساكناً..ربااه.. انه مشلول!

صارت خطواتي تزداد سرعة الى الوارء خائفةً لستُ ادري ممً؟!
اهوَ
من حبيبي الخائن؟!..ام المشلول..ام من الزمن الذي تركني وحيدة دونما حبيب
الجأ اليه..وارتمي بحضنه لتذوب احزاني بحرارة انفاسه الدافئه..واحتمي من
برد الليل الذي سكنني قبل ان اسكنه!

واذا بي اصطدم بفتاه متوشحه بالسواد فقالت لي : السلام عليك يا اميرة
فاجبتها : وعليك السلام وهل تعرفينني؟؟!!
- ومن لا يعرفكٍ يا اميرة الارض و السماء؟!
- وما الذي اتى بك الى حجرة حبيبي؟!
- العذر يا اميرة ..فالكل يعرف انه حبيبك ..ولكني ما جئت هنا الا لطلب العون والمساعدة منه؟!
فضحكتُ بصوت ساخر ...هذا الحبيب لم يستفق لمحبوبته فهل سيحصو من اجللك؟!..عودي عودي ايتها المسكينة ليس هنا من يلبيك!

وركضت نحو النافذة مسرعة وقفزت الى سطح الغيمة ..وقلت لها هيّا
قالت ماذا جرى؟!..كيف استقبلك؟! اين هو؟!..ماذا ق....
فقاطعتها:لا لا...ليس هو...لقد اخطأت العنوان!
.
.
تم بحمد الله...
اهداء الى القدس الشريف
وغزة المحاصرة
.
/

الظاهر مواضيعي ماصارت تعجبكم


كلمة شكرا تكفيني