بسم الله الرحمن الرحيم
استيقظ هذا الصباح على صوت المنبه يخترق سكون الغرفة...نهض مسرعا الى غرفة اطفاله
-هيا ...استيقظا عزيزاي ...اليوم موعدنا ...هيا
تململ الصغيران في فراشيهما قليلا...
-هيا احبائي استيقظا...سنذهب للقاء والدتكما
اخرج الصغيران والبسهما على عجل...اسرع الى المطبخ واحضر كأسا عصير
-اشربا هذا بسرعه.
-هل تنتظرنا امي؟ سأل الصغير.
-نعم تنتظرنا يا صغيري...تأخرنا..هيا بنا
قاد السيارة مبتسما قلبه يخفق فرحا لقرب اللقاء...واشعة الشمس تنسلّ من نوافذ السيارة تعلن بدء يوم ربيعي جديد.ونسيم الصباح المنعش يداعب وجوههم الفرحة...تناول باقة ازهار بيضاء من محل الأزهار القريب
- تحب اللون الأبيض...نقي ...طاهر كقلبها الطفولي المرح
- يا الهي عام مضى مذ تركت البيت...كأنه الأمس
يا لي من غبي! ...كيف تركتها تخرج من الباب ؟..هي حياتي روحي كياني...
كان صباحا كهذا الصباح حين وصلت عيادتي وتفاجأت بورود حمراء تزين مكتبي..وبفتاة تنتظرني بلهفة..كأنها زميلتي الجديدة ولكنها اليوم بكامل أنوثتها
- يا لي من خائن...كيف مرّت الساعات كأنها دقائق وانا ثمل بالغوايتين ولم اصح الا على صوت زوجتي تقف على عتية الغرفة.
آه و آه من لحظة فراقنا...الا ليت الزمان يعود فأمحو ما جرى...ليتني اجثو متوسلا باكيا تحت قدميها أطلب المغفرة...وامنعها من الخروج لمصير لم اعلمه
عزيزة النفس انت حبيبتي...شامخة...نشتاقك حدّ الوجع...
- وصلنا...كونا هادئين مؤدبين..
ركن سيارته على جانب الطريق وخرج الولدان مسرعين والغبار يتطاير من تحت اقدامهم الصغيرة...
سار ببطء حتى وقف خلفهما...أخرج زجاجة دواء من جيبه وارتشف بعضا مما فيها
- جئناك حبيبتي...فالحياة بدونك عدم ...والشوق اليك فاض وملأ الكون...دعينا ننهي البؤس والحرمان...اغفري لي...بجانبك ومعك فقط يمكن ان نكون...
في اليوم التالي انطلق موكب جنازة مهيب ضم اهالي القرية يوارون الثرى جثمان الطبيب وطفليه...