من
تواضع لله رفعه
: إذ أن من تواضع لله رفعه ،
كثير من المتعالمين إنما أوصلهم إلى ما وصلوا إليه من الغرور ؛
إنما هو التعالم والتكبر ، والغرور ، والانخداع بما حصل من علم يسير .
يقول
بعض السلف : ( لا يزال الرجل عالمًا ما طلب العلم ؛ فإذا ظن أنه عَلم فقد جهل ).
ومما
استفدته من شيخنا الشيخ حماد - رحمه الله تعالى - ، وهو من مشايخ
الدعوة السلفية المباركة على نهج أئمتنا الأفاضل - قديمًا وحديثًا - ؛ قال : ( إن العلم
ثلاثة أنواع : علم يورث الكبر . علم يورث الخشية . علم يورث التواضع (.
ثم
فصَّل - رحمه الله - وبين : أن بعض من حصَّل علمًا قليلاً ؛ ثم أخذ يتباهى به
على الناس ويتقعر ويتفاصح ، ويختار الكلام الغريب ، ويأتي بغرائب الأمور ، ويخالف
في فتاواه ، ويتسرع في الفتوى ، وما إلى ذلك ؛ هذا هو العلم الذي يُورِث الكبر ، قد
يكون عنده شيء من العلم ؛ لكنه أضاعه بهذا الكبر ، إذا شعر بنفسه أن هذا العلم
يجعله يتعاظم على الناس،ويتكبر؛فليتق الله ، وليتنبَّه إلى أنه وصل إلى
مرحلة خطيرة .
هذا
العلم يورث الكبر ، وكثير من أرباب " الفضائيات
" الذين يغترُ بعض الناس ؛ من هذا القبيل .
وعلم
يورث الخشية : العلم الذي يورث
الخشية هو العلم الذي يعمل به صاحبه كلما حصَّل علمًا ؛ عمل به ودعا إليه ، بعد
التثبت منه والتحقق ، وبعد أن يتتلمذ على العلماء الربانيين ، ويثني الركب عندهم ؛ فهذا العلم يورثه الخشية .
قال
الله - تبارك وتعالى - : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) . [ فاطر : 2 ] .
وعلم
يروث التواضع : إذا خشي الله ؛ النتيجة ما هي !؟
تواضع
لعباد الل ه، إذا خشي الله تواضع
لعباد الله ؛ وهذا مصداق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من تواضع لله رفعه ) .
فتواضعوا
لله يا طلبة العلم ! ويا مسلمون ! فإن ذلك يجعل المسلم : صافي القلب ،
صافي النية ، صافي المشرب ؛ يعني يتحرى الحق ،
دائمًا يشعر بأنه مقصر في جنب الله ، يشعر دائمًا بأنه ما حصل شيئًا بالنسبة لغيره من العلماء الربانيين ؛
فيتواضع ، ويستكين لله - عزَّ وجل - ، ويبلِّغ على قدر ما أعطاه الله – تبارك
وتعالى - ، ولا يتجاوز حده الذي حدَّ الله له