1- العبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه
الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .
2- وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له ، والمرضية له ،
التي خلق الخلق لها .
3- ونعت صفوة خلقه بالعبودية له :
فقال
تعالى (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) وقال
تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ) .
4- وقد نعت الله نبيه بالعبودية في أكمل أحواله :
فقال
في الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ) .
وقال
في الإيحاء (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) .
وقال
في الدعوة (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ
عَلَيْهِ لِبَداً ) .
وقال
في التحدي (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا
فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ) .
5- كون العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب ،
ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله ، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل
شيء ، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء .
6- وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ
وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) أي : حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين : الله
، ومن ظن أن المعنى : حسبك الله والمؤمنون معه ، فقد غلط غلطاً فاحشاً .
7- وأصل ضلال من ضل هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند
الله ، وتقديم اتباع الهوى على اتباع أمر الله .
8- قيل لسفيان بن عيينة : ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة
لأهوائهم ؟ فقال : أنسيت قوله تعالى ( وأشربوا في قلوبهم ... )
.
9- كان عمر بن الخطاب يقول : اللهم اجعل عملي صالحاً ، واجعله
لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً .
10- فكمال المخلوق : في تحقيق عبوديته لله ، وكلما ازداد العبد
تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته .