مفتونا بوحيها
أيتها المرأة التي خلقت لها عصر وعهد وبيت وشعرَّ
من أين أتيت ِ ولأدري من أينَ
أهيآ أقدرا تخطين أمرها آما ممالك تزين أرجاها
ومحاريب للحياة تهدينها الحب ُ وترفعين ذكرها
فتحافظين علي شعوبها ترسلين إليهم وحيها
وتتركين محترق بقيظها مشتعلا بنيرانها
فكيف ؟ أذا جئت إليك ِ معلولا محمولا بدموع التي عندك ِ دائما واهية
جئت إليك ِ من خلف الأطلال متفحما
و خلف ظلام الليل جئت ُ متواريا
ونظريتين إلي أنا
فما وجدت ِ الذي كان في العصور القديمة فارسا
ولا رئيتن من حملته إليك ِ الرياح كما شعاع متوهجا
فكيف ؟ ستعانقين ِ وتهرولين إلي وأنا لست أنا
مثلما في الطيف الذي أحبتيه
نبيلا متكلما خلاب الحديثَ َ
و ذا رونق ووجه جميلا
فكيف أذا جئتك وأنا متجمدا عليلا
آيا في طيات خلدك تتسألين
أهذا هو الرجل الذي من دون الرجال
كنت أحسبة وحيدا منفرد وقمر منيرا آما هذا الذي حسبته و كان
وليس كما أراه حطام مدائن تعانقها غائمة و ثائرات بركان
فحتي أذا كظم الليل ظلامه
وانبثق شعاع يتيم ظن انه يوما سيهدي لليلة سلام
جئت ِ إلي تخطين بتمهل كأنك ِ تمطين صهوة الأحزان
تتبسمين لحلم تبهت ضاعت منه المعالم والألوان
كأنة ما عانقته الحياة ذات مرة كان الحب فيها صباح
وها أنت جئت ِ تضحكين لعمر ضائع ودموع أدمت خد الزمان
تتظلم منك ِ التنهيدة التي ترجت يوما الحب َ بعيد عن خطي الأنات
والليلة هاهي الليلة التي من اجلها حلمنا بها سويا وقلنا عنها احلي الكلام
فهاهي جئت جاءت بالعويل وسرمد مستبد أبي َ الموت ألا أن يجد بين أشجانه
جاءت بالعويل وسرمد مستبد أبي َ الموت ألا أن يجد بين أشجانه مكان
ووجد المكان قابعا مدحور َّ
وراء انسدلت عواتق حب فرت من ميثاق الهوى متسربلة
غير معترفة بالعهد الذي والي منه الأمان
مفتقدة عهد هذا الذي كان غيرة ماضيا يطوقها بالدافئ والحنان
فكيف ؟ أذا جئت ِ ألي من انتزعت من أروح زنابقه عواتق الحياة
ونظريين إلي أفاق سمواته فلم تجدين غير أشباح الموتى وأروح الظلام
تبعث تنتشر تتحدث تنفجر تقول أن لا ليس لك ِ في نظرات الموت الحياة
وجئت ِ يا سيدتي جئت ِ
إلي حبيبك الرجل الذي في حبة جنحتين ألي ساحل دمرت فيه منارات الخلاص
مدمرة علي عاقبيها منتهية منها الأنوار
تعزف له جنيات الظلام تغني بقيثارة الليل لحن عازف دما قائلا ّ ودعا لك ِ ولها
فهذا من كنت تحسبيه أنا هرم ذا وجه شحب َ قد ارتسم علي خداه دنو الأعمار
فمن غير انتظار ليس أنا
ومن له حياة جميعهم وليس أنا
ومن ظل طول العمر مفتونا بوحيها دائما كنت أنا
فلا تأتين ولا تهرولين إلي أنا
لأنك ِ أذا جئت ِ لن تجدين ِ أنا
بل وإنما كانت هيا حياة أنشدها أنا
لكنها بلا رحمة كانت هيا
مثلما زهرة ذبلت كانت أنا
زهرة من أرحام الجحيم أجهضت لكنها ظلت كما هيا
تدنوا ثم تذهب من عالمي أنا
تتوالي عني مثلما أحلام تعهدت معها الأيام علي قتلي أنا