فارس اللواء عضو جديد
عدد المساهمات : 10 الجنس :
| موضوع: ماذا كان بين سيدنا عمرو بن العاص والشيخ محمد الغزالى السبت ديسمبر 18, 2010 3:20 pm | |
| كان مسجد عمرو بن العاص أول مسجد أقيم بمصر ,فهو أقدمها وأعلاها قيمة , ولكنه أهمل دهرا من الزمن حتى علاه التراب وملأته القمامة . يقول الشيخ الغزالى : " أرسل إلى الدكتور عبد الحليم ـ يقصد فضيلة الإمام عبد الحليم محمود ـ يخبرنى أنه قد وقع اختياره على لأخطب الجمعة فى مسجد عمرو بن العاص , فقلت له : إنه ليس بمسجد ! لقد تغيرت معالمه , فأصبح أرضا فضاء بين جدران بالية وكثيرا ما تطفح مياه المجارى فى صحنه ! قال : ولهذا اخترتك ! قلت : لماذا لا أعود إلى إلقاء خطبة الجمعة بالأزهر . وقد ظللت بضع سنين أتطوع بذلك ؟ قال : اليوم الأربعاء بعد غد سأصلى وراءك فى مسجد عمرو بن العاص , فاستعد . وجاء يوم الجمعة وكنت فى المكان مبكرا , لأشرف على تهيئة مكان للصلاة ! كانت أكوام القمامة حول المسجد تصل السقف بالأرض , وكانت هناك سحب من الدخان تغطس المسجد من الفواخير المبعثرة إلى جواره , وكان صحن المسجد قطعة من صحراء مهجورة , يشيع فيها التعرج والالتواء , ونظرت إلى المساحة الشاسعة التى تقع بين أجنحة المسجد المتداعية , ثم قلت : ماذا أصنع فى هذا المكان الذى تعوى فيه الرياح ؟! وصليت مع الدكتور وألقيت خطبة عادية , ودعا لى هو بخير ! وبدأنا الكفاح الصعب , فإذا المسجد يتضاعف رواده , وبعد أن كانوا بضع عشرات لا تصح صلاة الجمعة بهم ـ فى بعض المذاهب ـ أصبحوا مئات , ثم آلافا , وقدرت وزارة الداخلية المصلين فى بعض الجمع نثلاثين ألفا ". ـــــــــــــــــــــــــــــ ليس هذا نهاية المطاف , وإنما هناك موقف أهم دعونا نسمعه من فضيلة الشيخ رحمه الله . يقول الشيخ : " دعانى الباقورى يوما لمنزله , وكنت صديقا له , فما إن جلست حتى قال : " ما الذى بينك وبين عمرو بن العاص يا شيخ محمد ؟ فقلت : ليس بينى وبينه شىء اللهم إلا أننى أخطب فى جامع عمرو الجمعة . قال الباقورى : دعك من هذا واستمع لرؤياى هذه , ولك بعد ذلك تأويلها . ثم قال الباقورى : " رأيت فيما يرى النائم وأنا فى منزلى هذا أن مناديا ينادى : الوالى قادم , الوالى قادم ! فتساءلت : ومن هو الوالى ؟ , فأجابوا : عمرو بن العاص , فدخل فنظرت إليه فهبته , ثم قال عمرو : قل للشيخ الغزالى : إنى قد عفوت عن انتقاصه ونقده لى لأنه قد عمر مسجدى " . يقول الشيخ الغزالى : فأجهشت بالبكاء , وأدركت أن الرؤيا إشارة إلى شئ كان فى نفسى , وكنت أصرح ببعضه أحيانا , وهو كراهتى لمحاربى على ومخالفيه من الصحابة , وبخاصة معاوية وعمرو وبعد أن فرغت قلت للباقورى : إننى أعلن أمامك توبتى ورجوعى عن ذلك , فكل من صحبوا رسول الله يتركوا لله ورسوله , فذلك هو الأولى والأليق بنا , ولا ينبغى أن نضع مسئولية خيبتنا وتراجعنا عليهم , وما يدرينى ما أكون لولا عمرو , لعلنى لولم يدخل عمرو مصر ويفتحها بالإسلام , أكنت الآن من المسلمين " | |
|