بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) الزمر .
يحكى أن كان لملكا وزيرا .. يتوكل على الله في جميع أموره ، في أحد الأيام
قُطع أحد أصابع يد الملك ، وعندما رآه الوزير قال خيرا خيرا إن شاء الله ،
وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال أين الخير والدم يجري من اصبعي ..
وبعدها أمر الملك بسجن الوزير : وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خيرا
خيرا إن شاء الله وذهب السجن.وكان من عادات الملك أن يذهب كل يوم جمعةفي
نزهة ويصطحب وزيره معه . . . وكعادته خرج في نزهة و حط رحله قريبا من غابة
كبيرة.
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ، وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها
ناس يعبدون صنما لهم .. وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم ، وكانوا يبحثون
عن قربان يقدمونه للصنم .. وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي
يقدمونه قربانا إلى آلهتهم .. وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيبا
ولا يستحسن أن نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه ، حينها تذكر الملك قول الوزير
عند قطع اصبعه (خيرا خيرا إن شاءالله ). ثم عاد الملك من الرحلة وأطلق
سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة التي جرت عليه في الغابة .. وقال له
فعلا كان قطع الاصبع فيها خيرا لي.. ولكن اسألك سؤال : وأنت ذاهب إلى
السجن سمعتك تقول خير خير إن شاء الله .. وأين الخير وأنت ذاهب السجن؟.
قال الوزير: أنا وزيرك ودائما معك ولو لم ادخل السجن لكنت معك في الغابة
وبالتالي قبضوا علي عبدة الصنم وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي
عيب .. ولذلك دخولي السجن كان خيرا
ويُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً وذات
ليلة جاء ذئب فأكل ديكاً له , فقيل له به فقال : خيراً , ثم ضُربَ في هذه
الليلة ***ه المُكلف بالحراسة فمات . فقيل له , فقال : خيراً ، ثم نهق
****ه فمات , فقال : خيراً إن شاء الله . فضاق أهله بكلامه ذرعاً . ونزل
بهم في تلك الليلة عرب أغاروا ، عليهم فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ
إلا هو وأهل بيته . فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح ،
الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير , وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه
الأشياء خيراً وسبباً لنجاته ، من القتل فسبحان المدبر الحكيم .
يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من
جنبيه وأعمى وأصم وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً
من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك الله منه لقد
رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه
عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .
قال الأحنف بن قيس : شكوت إلى عمي وجعاً في بطني فنهرني وقال : إذا نزل بك
شيء فلا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه , ولكن اُشكُ
لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عنك , يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما
أُبصرُ بها من أربعين سنة وما أخبرت امراتي بذلك ولا أحداً من أهلي.