~’,. بسم الله الرحمن الرحيم .,’~
.
بعد كلِ منتصفِ ليلٍ ، يتكرر وقع تلك الأنغام البائسة الصادرة من ذاك المزمار متجهةً لتلك الآذان < آذان ذلك الطفل >~.,!
والذي أصبح مشهداً يتكرر كلَ ليلة عندما يسألُ جده عن مصدر تلك الألحان ،
التي لا تأتي إلا بالاكتئاب والرغبة في قتل النفس من شدة ما تحمله من يأس
بين جنباتها ،..
،.،
ولا إجابة ...’!!
،.،
مرت الأيام تتبعها أخواتها ،،
خشي الجد أن يموت بعدما تفاقم عليه مرضه ويموتَ معهُ سر ذلك الصوت ..
مر الصبي من أمام الجد فبدأ الجدُ في الحديث دون سابق إنذار .،! < إيغاراً في جلب انتباه الصبي حسبما كان يرى > .،، ::
~.،{ في أحدى القرى المجاورة ، أحبَ شابُ فتاةً وأراد أن يتزوجها ، سعى للوصول لقلبها بشتى الطرق والوسائل ،!
فما كان ينقصه شيءُ من صفات الرجولة .، ::
فـ إليه المنتهى في الشجاعة كما كان يتصف بالكرم رغم فقره ، أما عفته فلا تسل عنها فـ به يضرب المثل .,~
.،.
استجمع نفسه وفكره وتوجه لتلك القبيلة المجاورة ، ولم يترددوا لحظة واحدة في تزويجه ، إذ مثل ذاكَ الشهمِ لا يرد .,،،’
،.،
تمّ الأمر ، وعاشَ هو وفتاته حياة (~,. رغم قسوتها في توفير لقمة العيش
.,~) ، إلا أن السرور والطمأنينة قد سادت أرجاء ذاك المنزل الصغير .,.
ولكـن لحظـات الهنــاء لا تستمر طويلاً ..,!
ضاق العيش بالرجل بسبب الفقر وقرر أن يضرب أطراف الأرضِ طلباً في تحصيل
المال لحياةٍ كريمة ، لكنه وفي ذات الوقت لن يستطيع أن يذهب بزوجته معه
لأن هذا مما سيزيد من نفقة المال وهو نقيض المُبتغى من الرحلة .,.,,
.،.
حمل الزاد وبدأت رحلته مسافراً لطلب الرزق ، ولم يتمَ حتى العام مع زوجته
والتي كانت الدموع هي اللغة التي تحدثا بها فقط مع جُمَيلة ::
(.,~ سأعودُ يا عزيزتي فاصبري ~,.)
،.،
بدأ الوهنُ والتعب يظهر على الزوجة وما هي إلا أشهرُ معدودات حتى اختفى والسبب .,~ليس بمجهول~،.
مرت الأيام والشهور ، والزوجة تنتظر زوجها والشوق يفتك بأوصارها والسعادة
قد بلغت منها المبلغ ، سعادةُ لذاتها وسعادةُ للخبر الذي سيسعد زوجها .،،.
.،.
مرت الأشهر والأشهر .. ولا زالت محافظة على وعدها له بالصبر .. وإذ بـ
الأشهر قد غدت سنواتُ تتلوها السنوات ، وهكذا .. حتى مرت عشرينَ سنة ..~!
رجع الزوج ، فما كان هو إلا لـ وعده محافظ و لـ شوقه مكابد ،.
عشرين سنة وسيرى حب حياته .. سيرى من أفنى عشرينَ عاماً من عمره لأجل أن يجعلها سعيدةً معه ،،
،.~ اقترب من منزلهِ ليلاً ، و كان كما تركه ، لكن سُرُجَ المنزلِ كانت مضاءة والأصواتُ به توقن أن ليس شخصاً واحداً بـ داخله .،
اقترب أكثر ، ليستمع لأصواتِ ضحكاتِ زوجتهِ مع شاب في مقتبل عمره .،~!!!
حاول أن يتمالك نفسه ، لحظات ،، حتى سمعها تقول للشابِ الذي كان معها.، :: ممَ تشكو يا حبيبي .،..،!!!؟
حينها ، أدار ظهره للمنزل ، ولم يُرد إلا شيئاً واحداً فقط .,~!
،.،
..................................................
.................................................. ............
!!<.، الإنتقام ،.>!!
.،.
بدا هائماً على وجهه في أصقاع المعمورة ، بحثاً عن حكيم أو منقذٍ أو مخلصٍ ..
حينها وفي ليلة بدرها منير و جوها عليل و سماءها صافية ، أتأه شخصُ لا
تكاد ترى وجهه ، ولا تملك إلا ان تضع يدكَ على أنفك من رائحته الكريهه .،~!
أخطأ الرجل عندما سأله ، لكنه كـ الغريق الذي يحاول أن يتشبث بقشة للنجاة و ماهو بمعذور .،،
سأله ذاك الشخص :: ماذا بك .،؟ ، فـ أجابه الرجلُ بقصته وأن زوجته كانت مع شخصٍ آخر .،،!
سأله ذو الوجه المجهول :: ماذا تريد .،؟ ، أجابه الرجل وبلا اي تردد :: <.، الانتقام ،.> !!
، أريد أن أعزف أحلى أنغام الموت بعظامِ تلك الخائنة ، اقسم لأجعلن من
عظامها ناياً أو مزمارا .، ولأعزفنَ به أنغام الأسى واليأس حتى تكون عبرةً
لمن اعتبر .،!
قال ذو الوجه المجهول :: فإن أتيتكَ بعظامها منثورة .،؟ ، رد عليه الرجل :: فأنا لكَ حينها ، فافعل بي ماشئت .،،
لكن لحظة .~! ،
، من أنت .،؟ ، وماذا ستفعل بي لقاء خدمتكَ هذه .،،؟
التفت إليه بعد أن أزاح الشعر عن وجهه معرفاً بنفسه :: مجرد شيطان ، أما ماذا سأفعل بك .,! فـ سـ أجعل روحـ ..........
كفى ، لا يهمني ماذا ستفعل بروحي ، فقط آتني بعظامها و لـ أصنع ناييَ و لـ
أبرَ قسمي و لا يهمني ماذا أنتَ فاعلُ بي ، فلا أشد ألماً من ألم الخيانة
،،.
.،.
اتجه الشيطان لـ منزل المرأة .. لم يكن ذاك الشاب موجوداً حينها ،،
اجتز رأسها بمنجله ، ثم سلخ لحمها عن عظمها وألقى بـ اللحم في قدر البيت الموضوعِ على النار ..~!
خرج ذاك الشيطان من المنزل ليواجهَ أمامه ذاك الشاب .. من أنت .،؟
أجاب :: شيطان ، عقدتُ عقداً بقتل هذه المرأة على أن يعطيني الطرف الأخر ما أريد ..~!
كادت روح الشاب تخرج من بين أضلُعِه صارخاً :: أيها اللعين إن هذه المرأة
تكون .......... ، قاطعه الشيطان :: أعلم ، ولـ تزدد حسرة عندما تعلم أن
الشخص الذي عقدتُ معه العقد لم يكن إلا زوجها .،~
حينها خر الشاب صريعاً من هول ماسمع.،.!!
،.،
اتجه الشيطان إلى ذاك الرجل ، و ألقى بـ عظام المرأة بين يديه ..،،
ضحِك ضحكةَ المنتصر ، وقام حقاً بصنع مزماره من عظام زوجته ~!
حينها قال الشيطان :: وقتُ الوفاءِ قد حان فإني أريد :: ................................................. }،.~
.،.
أخذ الجدُ بـ السعال فقد اشتد عليه المرض ،
نظر الصبي إلى عينيّ جده وقال :: جدي ، من يكون ذاك الشاب .،؟
رد عليه الجد :: إنه ابنها .,!! ، إنه ابن الزوجه .،،!!
ألم أقل لك أنها كانت سعيدة لتخبر زوجها عندما يأتي .’؟ ، لقد كانت تريد
تبشيره بـ ولدها حيث كانت حاملاً قبل أن يخرج للسفر .،< وهو ماكان
سبباً في وهنها وضعفها آنذاك >،.
قال الفتى للجد :: فـ ماذا كان بين الرجلِ وذاك الشيطان .،،؟
حينها تبسم الجدُ وقال :: إن ما تسمعه كلَ ليلة هي ألحانُ ذاك الرجل بـ مزماره الذي صنعه من عظام زوجته المسكينة .،،.
قال الصبي :: لقد قلتَ أن القصة قديمة ، فـ هل لا زال ذلك الرجل الذي يعزف تلك المقطوعة حيُ حتى الآن .،؟
تبسم الجدُ ثانية حينها وقال :: قد كان العقدُ مع ذاك الشيطان يفضي إلى أن
يعطي الشيطانُ الرجلَ حياة سرمدية بـ سلبه لأرواح الآخرين وإعطاءها لهذا
الرجل ، ويستولي على جسده .،،!
ويظلُ بـ نايه في أحد كهوف الجبل يعزف مقطوعة الألم والأسى حتى تُورث الارضُ بمن عليها .،~!
قال الصبي :: والشيطان ، مالذي كان سـ يتسفيده .،،؟
رد عليه الجد :: لا شيء يا بني ،،
لعله أراد أن ينشر الأسى و الحزن في قلوب العالمِين ولو كان بـ مجرد نايٍ ***** ،،.~
صرخ الصبي :: والابن .. ماذا حصل لـ ابن تلك المرأة .،،.؟ ، وكيف عرفتَ أنت بكل هذا ياجدي ،،’؟ أخبرني .،،’!!!
التفتَ الجدُ إلى الصبي .. وضع يده على رأسه وبـ ابتسامة خالجتها الدمعة لم ينطق ببنت شفه .،~
أغلق عينهُ وكانت تلك هي آخر غمضةٍ له ..’’~
.،.
مرت سنواتُ طويلة ، تساقط فيها شعر الرجل ، بل وبدت العظامُ تخرج من جسده ، وبدأ لحمُ جسده بالتآكل والتساقط .،،!
بقيَ ذاك الرجل المسخوط عليه <.،~ والذي قاده تسرعه لما فعل ~،.> ،
في كهفه مع نايه يعزف ألحان الأسى والألم كل ليلة بعدَ منتصف الليل ، في
سبيل انتقام فارغ .~!
جمع الرجل عظامَ زوجته المتبقي ، وضعها في صندوق ثم أقفله بـ مفتاح جعله متدلٍّ على عنقه .،،
ولا زال يعزف موسيقاه بـ نايه ، وهو لا يعرف حقيقةَ انه قتل زوجته ظلماً وعدوناً ، وحرم نفسه من رؤية ابنه والفرح به .,’~