هل تدلل أولادك؟

كان لأبي – رحمه الله – أخوان أصغر منه، وكانا على طرفي نقيض في أسلوب تربية أبنائهما، الأكبر منهما كان كثير التدليل لابنيه، حتى ما يكاد

يعاقب واحداً منهما .. أما الآخر فكان شديد القسوة على أبنائه لاسيما الذكور منهم، وكثيراً ما كنت أراه يعنف ابنه الأكبر ويعاقبه .. وأحياناً يضربه بعنف.

وقد أدركت منذ وقت مبكر أن كلا النهجين خاطيء .. فليس واحد منهما صالح لتخريج أطفال أسوياء .. بل كلاهما يؤدي إلى أنواع من النفسية، والمشكلات الأخلاقية والتربوية ... وتكتمل الدائرة بأن يكرر الأبناء نفس نهج التربية الخاطيء مع أبنائهم في المستقبل.

هكذا .. يقف الناس من قضية تدليل الأطفال على طرفي نقيض ... فبينما يعتبرها البعض ضرورة في كل الأحوال وجميع الأوقات، ويستشهدون بالأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تدليله للأطفال لاسيما الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويدعمون اعتقادهم هذا بما يقوله المربون والأطباء النفسيون من حاجة الأطفال إلى التدليل ... يعتبر البعض الآخر أن التدليل يفسد الطفل، ويورثه الميوعة والليونة، فيمتنعون عن تدليل أطفالهم مطلقاً معتقدين أن هذه هي التربية.

ولأن الفضائل كلها وسط بين رذيلتين، فإن كلا الفريقين على خطأ ... دخل الحسن والحسن رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده الأقرع بن حابس رضي الله عنه .. فقبلهما النبي صلى الله عليه وسلم وأجلسهما على فخذه ... فقال الأقرع: "أتقبلون صبيانكم ؟!! .. والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً" .. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "وهل أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟!!" (رواه البخاري ومسلم)

إن حاجة الطفل إلى التدليل كحاجته إلى الطعام والشراب واللعب ... فطفل ينشأ في بيت يسوده الجفاء والغلظة، لن يخرج سوي النفس يقيناً ... فقد دلت الدراسات أن طفل ما دون الخامسة يحتاج أن يضمه أبواه والمحيطين به إلى صدورهم ويطبعون قبلة على وجنته 5-10 مرات يومياً .. فهل تفعل ذلك؟

غير أن الدلال الزائد عن الحد، خاصة مع الكبار والمراهقين، ولاسيما مع الذكور منهم، يؤدي إلى اعوجاج في النفس، وميل إلى الميوعة والأنانية ... من هنا قال المربون: "الكثير من الإزعاج أفضل من القليل من الدلال" ....فالكثيرون يرون مسألة التدليل سهلة وبسيطة، لكن – في الحقيقة - عواقبها وخيمة ليس على الطفل فقط، بل على كل المحيطين به وعلى رأسهم الوالدين.

أسباب التدليل الزائد:

للتدليل الزائد عن الحد أسباب عديدة ... ابحث عنها في نفسك .. واحذرها:

þ الحرص الشديد على الطفل والخوف عليه من التعرض لأي خطر.

þ الطفل الوحيد .. الولد الوحيد ... أو البنت الوحيدة.

þ كون الوالدين رُزِقا بالطفل بعد فترة طويلة من تأخر الإنجاب.

þ الطفل الأخير (آخر العنقود).

þ شعور أحد الوالدين بطول فترة غيابه في العمل عن أطفاله، أو سفر أحد الوالدين للعمل بالخارج ... فيعمل لا شعوريًّا على تلبية رغباتهم كنوع من التعويض.

مضار التدليل الزائد:

غير أن الوالدين لا يدركان أنهما يدفعان بالطفل لهاوية الدلال الذي لا يقتصر ضرره على طفلهما فقط، بل بالمجتمع المحيط به أيضًا ... فتساهل الوالدين مع طفلهما واستسلامهما لضغوطه وعدم تمييزهما لاحتياجاته الضرورية ورغباته يفسده ويغرس فيه حب الذات، وينمّي لديه حب الامتلاك والأنانية، فلا يعود يعلم شيئًا غير تلبية رغباته ... وإلا الصراخ والإزعاج وربما إيذاء نفسه أو من حوله.

ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، فالتدليل يسلب من الطفل الإحساس بالمسئولية وحبه للمشاركة، بل يفقده كيفية الاعتماد على نفسه، حيث إن دلاله يدفعه للاتكال على غيره.

هذه المشكلة تنمو مع نمو الطفل، وتزداد سوءًا مع مراحل عمره المختلفة، ففي المدرسة مثلاً لا يستطيع أن يتخذ قرارًا دون الرجوع لوالديه، ويرفض أن يشترك معه زملاؤه في اللعب، يرفض أن يكون خاسرًا، ويرفض أن توبخه معلمته، مما يجعل منه طفلاً غير محبوب ليس بين أقرانه فقط، بل ومعلميه أيضًا ... وفي المراهقة تكون فرصة الانحلال الأخلاقي والسلوكي أكبر، خاصة لو كان طلباته المادية مجابة فقد يتجه للمخدرات مع رفاق السوء. (أ. مديحة حسين - خبيرة الشئون التربوية – إسلام أون لين)

سمات التدليل الزائد:

بالملاحظة والمراقبة يستطيع كل منا أن يميز عدة سمات وخصائص تميز الطفل المدلل ... من أهمها:

þ يبدأ الطفل المدلل انحرافه بالإلحاح الشديد أو كما نطلق عليه "الزن".

þ إذا رغب في شيء، فإما أن يلبي مطلبه أو كان الصراخ والركل والضرب -وربما السب- وسائل ضغط تمارس على الوالدين حتى يذعنوا لرغباته.

þ متمرد يحتج على كل شيء ويصر على تحكيم رأيه.

þ فوضوي لا يتبع قواعد التهذيب ولا يستجيب لأي من التعليمات الموجهة إليه.

þ لحوح وكثير الطلبات.

þ قليل الصبر وملول فهو يستعجل الأمور ولا طاقة له على الصبر.

þ تسيطر عليه الأنانية وحب السيطرة والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم.

þ لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة فهو معدوم الشخصية. (أ. مديحة حسين - خبيرة الشئون التربوية – إسلام أون لين)

الوقاية خير من الدلال

وحتى نقي أطفالنا خطر التدليل فقد نصح الاستشاريون والمختصون بعدة نصائح:

þ الاعتدال في تربية الأطفال، فلا يكون الدلال مفرطًا ولا الحماية مشددة؛ حتى يتمكن الطفل من مواجه الحياة فيما بعد.

þ اشتراك الطفل في نادٍ أو إيجاد مكان له يمارس فيه بعض الأنشطة يعمل على تنمية روح التعاون لديه، فنشاطه مع فريق بغمسه مع أقرانه بالعمل الجماعي ينمي لديه إحساسه بروح الجماعة والعمل بفريق.

þ عدم التفرقة في المعاملة بينه وبين إخوته، فهذا يوجد بينهم العداوة والكراهية.

þ ضرورة التأكيد على مبدأ الثواب والعقاب المناسبين للموقف.

þ المدح والذم من الأساليب الناجحة في تقويم سلوك الأبناء وهما سلاحان ذوا حدين، فالمدح إن زاد عن حده أكسب صاحبه الغرور، وكذلك الذم إن زاد أفقد صاحبه الثقة بنفسه وأضعف شخصيته؛ لذلك يمدح الطفل حين يلتزم السلوك الحسن ويعاقب بالذم إن أساء شريطة أن يكون المدح أو الذم مناسبين لحجم السلوك.

"وإذا نظر كل أب وأم إلى عواقب التدليل وما يصنعه في نفس طفله على المدى البعيد لأدرك أهمية الالتزام بالاعتدال في التربية. فاستقبال منتجات التدليل تختلف من طفل إلى آخر، من حيث تأثيره على شخصيته أو تطور هذا التأثير، وامتداده إلى سلوكيات قد تصل إلى تدميره لذاته أو لمن حوله.

ولا أنسى تلك الشابة التي كانت تصف تدليل والدها لها بأنه عوَّدها على أن ينفذ لها كل ما تريد في نفس اللحظة؛ ليتحول الأمر إلى مصدر للحصول على اللذة التي تفقد إذا تأخر حصولها على ما ترغب به ... بالمقابل إلى عدم القدرة على السيطرة على الرغبات حتى ولو كانت غير ضرورية، وبذل السبل العجيبة والمرهقة في تحقيق أي رغبة في ذات الوقت.

وفي المقابل يصف شاب أزمة مالية تعرضت لها أسرته أفقدتهم كل مصادر الدخل، ومعها المدخرات الخاصة بهم بعد رغد للعيش أنها حوّلته لتحمل المسئولية، وأنضجت شخصيته على نحو رائع؛ نتيجة أن والدته كانت تعتمد الاعتدال في تربيتهم في أشد لحظات الرخاء .... فقد كانت من الحكمة أن أدركت تقلبات الزمان، وأننا يجب أن نرفق بأطفالنا فلا نعطيهم حتى كل ما نستطيع؛ لأن الدنيا لن تعطيهم كل شيء". (أ. مديحة حسين - خبيرة الشئون التربوية – إسلام أون لين)

.ExternalClass DIV
{;}

وجدت بوسط مزرعه بسلطنة عمان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

انا لو كان عندي اولاد ادللهم

و شكرا لكي على هدا الموضوع الرائع

هههههههههههههه
والا ما كان اسمك نانا الدلوعة اكيد مدلله عند اهلك الله يحفظك عيوني
اولادنا فلذات اكبادنا الله يحفظهم

مكشوررررررررررة على المعلومات الرائعه والجميله


ومكنم نستفيد